المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد

بيان بخصوص "استشهاد دركي في خط المواجهة مع الفوضى الطرقية: المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد تقدم تعازيها وتدق ناقوس الخطر

بيان بخصوص "استشهاد دركي في خط المواجهة مع الفوضى الطرقية: المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد تقدم تعازيها وتدق ناقوس الخطر"






الرمز التعريفي للبيان: ONHRLC-2025/06-B02

🕊️ تعزية المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد

ببالغ الحزن والأسى، تلقت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد نبأ وفاة الدركي المساعد التابع للمركز الترابي إيموزار إداوتنان، الذي وافته المنية بتاريخ 28 يونيو 2025، متأثرًا بجروح خطيرة أصيب بها إثر عملية دهس شنيعة أثناء أدائه لمهامه في تنظيم حركة السير.

وإذ تنعي المنظمة الوطنية لحقوق الانسان ومحاربة الفساد هذا المصاب الجلل، فإنها تتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الصغيرة من أهل وأقارب، وإلى أسرته المهنية الكبيرة من عناصر وأطر جهاز الدرك الملكي، وإلى كافة زملائه ورفاقه في الميدان، راجين من الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

إن سقوط رجل أمن أثناء قيامه بواجبه الوطني يعد فقدانًا للأمن الجماعي، وخسارة للوطن برمته، ويستوجب وقفة جادة من الجميع – مؤسسات وأفرادًا – من أجل صون كرامة وهيبة من يسهرون على أمننا واستقرارنا.

وفي هذا المصاب الأليم، نعبر عن شجبنا الشديد ورفضنا القاطع لكل مظاهر التهور والإجرام في الطرقات، ونؤكد أن دماء رجال الأمن ليست رخيصة، وأننا سنواصل رسالتنا في الدفاع عن القيم الإنسانية، وعن كرامة الإنسان، بما فيها كرامة من يحمون الوطن والمواطنين.

إنا لله وإنا إليه راجعون.




📌 مقدمة

في ظل التغيرات الاجتماعية والسلوكية التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي، تبرز بين الفينة والأخرى حوادث مأساوية تكشف حجم الفوضى والانفلات الأخلاقي الذي يسود بعض الفئات من الشباب، وخاصة من مستعملي الدراجات النارية. وقد شهدت مدينة أكادير، وتحديدًا بمنطقة إيموزار إداوتنان، حادثًا مروعًا راح ضحيته رجل من رجال الدرك الملكي، أثناء أدائه لواجبه المهني في تأمين الطريق وتنظيم حركة السير، وذلك بتاريخ الأحد 08 يونيو 2025.

لقد قام مجموعة من أصحاب الدراجات النارية، في تصرف وصفه شهود عيان بـ"الهمجي"، بعملية اقتحام متعمدة لحاجز أمني تابع لجهاز الدرك الملكي، ما أسفر عن إصابة دركي برتبة مساعد بجروح خطيرة، تطلبت نقله في حالة حرجة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، حيث وافته المنية بعد صراع مع الإصابة.

أمام هذا الحادث المؤلم، فإن المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، إذ تعبر عن صدمتها واستنكارها الشديد لهذا السلوك الإجرامي الذي يعكس استخفافًا صارخًا بالقانون وبحرمة أرواح المواطنين، فإنها في الآن نفسه تتقدم بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أسرة الفقيد، زملائه، وعموم أسرة الدرك الملكي.

إن فقدان رجل أمن في حادثة من هذا النوع، ليس مجرد خبر عابر، بل هو ناقوس خطر يستوجب التوقف الجاد لإعادة النظر في سلوكيات عدد من الشباب، وفي مدى احترامهم لسلطة القانون، ولممثلي الدولة أثناء تأديتهم لمهامهم النبيلة.

❓ تساؤلات مشروعة تفرض نفسها

إلى متى ستظل بعض فئات الشباب تتعامل مع القانون بمزاجية وهمجية؟

من يحمي رجال الأمن أثناء أداء واجبهم الوطني؟

هل ما حدث كان سلوكًا فرديًا معزولًا، أم تصرفًا جماعيًا منظمًا يعكس أزمة في الوعي والانضباط؟

أين دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني في توعية الشباب بخطورة التهور؟

ما هي الإجراءات التي ستُتخذ لضمان عدم تكرار هذه المآسي؟

هل نحتاج اليوم إلى مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بالمخالفات المرتبطة باستعمال الدراجات النارية؟

هل نشهد موجة جديدة من الإجرام غير التقليدي، المتستر خلف الهوايات والسلوك الطائش؟

🚔 تفاصيل الحادث المأساوي

وقع الحادث يوم الأحد 08 يونيو 2025، حينما كانت دورية تابعة لجهاز الدرك الملكي تقوم بتنظيم السير والجولان بمركز إيموزار إداوتنان، التابع ترابيًا لجهة سوس ماسة. وبينما كان دركي برتبة مساعد يؤدي مهامه بكامل الجدية والمسؤولية، فوجئ باقتحام جماعي لحاجز أمني من طرف مجموعة من مستعملي الدراجات النارية.

وقد أسفر هذا التصرف الأرعن عن دهس مباشر للدركي، مما تسبب له في إصابات خطيرة على مستوى الرأس والصدر. وقد جرى نقله بشكل عاجل نحو المستشفى الجهوي، لكن حالته الحرجة لم تمهله طويلًا، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بتاريخ 28 يونيو 2025، بعد 20 يومًا من العلاج والمقاومة داخل قسم الإنعاش.

التحقيقات الجارية تحت إشراف النيابة العامة تسير في اتجاه تثبيت المسؤوليات، وتحديد دوافع هذا الهجوم، الذي بات يصنف ضمن الاعتداءات الممنهجة على السلطة العمومية.

⚠️ انفلات سلوكي متصاعد بين مستعملي الدراجات النارية

تؤكد العديد من الإحصائيات غير الرسمية أن وتيرة العنف، والتحرش، والتهور في السياقة لدى بعض مستعملي الدراجات النارية، قد عرفت تصاعدًا خطيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المدن الكبرى والمناطق السياحية. وهذا ما يجعل من هؤلاء، في كثير من الأحيان، مصدر تهديد حقيقي لأمن المواطنين، وسلامة الطرقات، وهيبة المؤسسات.

وإن تسجيل حالات كسر الحواجز الأمنية، أو الهروب الجماعي، أو الاصطدام المتعمد برجال الأمن، لم يعد سلوكًا فرديًا معزولًا، بل بات ظاهرة اجتماعية تستدعي المعالجة الأمنية، القانونية، والتربوية.

🧭 توصيات المنظمة

1. فتح تحقيق شامل يشمل جميع المشاركين في الحادث، مع ترتيب الجزاءات القانونية الرادعة.

2. إعادة النظر في مدونة السير بما يضمن تشديد العقوبات على كل من يعتدي على رجال الأمن أثناء أداء مهامهم.

3. حملات توعية وطنية موجهة لفئة الشباب بخصوص أخطار التهور بالدراجات النارية.

4. تعزيز دوريات المراقبة في المناطق التي تعرف نشاطًا كبيرًا لأصحاب الدراجات النارية، خصوصًا في فترات الذروة.

5. دعوة السلطات المحلية إلى تفعيل قرارات ضبط الدراجات غير المرقمة أو المشكوك في مصدرها.

6. تمكين رجال الأمن من وسائل قانونية وتقنية أكثر لحماية أنفسهم أثناء التدخلات الميدانية.

7. تحفيز الصحافة الوطنية على معالجة هذه الظواهر بحس تربوي وتحسيسي بدل الإثارة المجانية.

8. تخصيص برامج مدرسية حول التربية الطرقية والانضباط المدني.

9. إدراج فصيلة الدم ورمز تعريفي شخصي في البطاقة الوطنية لتسهيل التدخلات الطبية العاجلة عند الحوادث.

🕊️ خاتمة: دماء رجال الأمن ليست رخيصة... والوعي مسؤولية جماعية

إن ما حدث في إيموزار إداوتنان هو أكثر من مجرد حادث سير، إنه جرح غائر في ضمير الأمة. حين يسقط رجل أمن وهو يؤدي واجبه، فإننا نفقد رمزًا من رموز حماية القانون، ودرعًا من دروع الاستقرار. إننا في المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، لا نكتفي بالتنديد، بل نصر على أن تكون هذه المأساة مناسبة وطنية للتفكير في مسؤولياتنا الجماعية.

لا يمكننا أن نطالب بتكريس دولة القانون، ثم نغض الطرف عن تمادي البعض في العبث والفوضى. ولا يمكن الحديث عن حرية التنقل، دون احترام القانون. رجال الأمن ليسوا أعداءً للمواطن، بل هم سياج الأمان له. وإذا أصبحوا عرضة للدهس والتنكيل، فمَن سيضمن أمن هذا الوطن؟

إننا نراهن على الضمير الجماعي، على المدرسة، على الإعلام، على الأسرة، وعلى مؤسسات الدولة، لإعادة بناء منظومة قيم تحترم القانون، وتقدر الرموز الأمنية، وتعيد الهيبة للشارع المغربي.

ودم الفقيد – الذي سال وهو يرتدي بزته الرسمية – هو دم الوطن برمته، ويجب أن يظل حاضراً في ذاكرة الأجيال، كنداء صريح ضد الفوضى والتهور، وضد ثقافة اللاعقاب.

رحم الله شهيد الواجب، وألهم ذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

📌 هاشتاج:

#تعزية_الدرك_الملكي
#الشهيد_في_خدمة_الوطن
#إيموزار_إداوتنان
#المنظمة_الوطنية_لحقوق_الإنسان
#محاربة_الفساد
#السلامة_الطرقية
#رحمك_الله_يا_رجل_الأمن
#لن_ننسى_تضحياتكم
#حوادث_الدراجات_النارية
#أمن_الطرق_مسؤولية_جماعية
#وداعًا_رجل_الواجب
#الدركي_شهيد_الواجب
#كلنا_ضد_التهور_الطرقي
#رجال_الأمن_خط_أحمر
#دماء_الشرف_لن_تضيع
#نطالب_بصرامة_قانونية


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: